
وتعتبر "النصر للسيارات شركة مصرية لصناعة سيارات الركوب وشاحنات النقل الثقيل وهى تابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، وتعد أول شركة سيارات فى مصر والشرق الأوسط، وتم تأسيسها بمنطقة وادى حوف بحلوان عام 1959 ضمن مشروع القيادة المصرية بهدف إنشاء مشروع قومى يحقق نهضة صناعية كبرى، واستطاعت الشركة خلال المرحلة الأولى من عملها تحقيق مكانة فى منطقة الشرق الأوسط حيث كانت من الشركات القلائل فى المنطقة التى تنتج السيارات اللورى والجرارات الزراعية والحافلات تحت إشراف شركة ألمانية
تم تأسيس الشركة على مساحة 480 ألف متر مربع، وكانت الحكومة تهدف لتجميع السيارات فى البداية ثم الانتقال إلى مرحلة الصناعة المصرية الخالصة ولكن الخطة لم تكتمل، وظلت الشركة تعمل من خلال عملية التجميع، وتنقسم الشركة إلى 4 مصانع تشمل، مصنع سيارات الركوب الخاص بخطوط تركيب وتجميع السيارات، مصنع الأجزاء والتروس والمعاملات الحرارية الخاص بتصنيع الأجزاء الميكانيكية لمختلف أنواع السيارات التى يتم إنتاجها، مصنع هندسة العدد الخاص بتصميم وإنتاج الاسطمبات ومحددات القياس، ومصنع المكبوسات الذى يقوم بعمليات التشكيل واللحام والتشغيل لأجزاء اشهر الموديلات
وتعتبر سيارات فيات من أبرز منتجات الشركة، التى استطاعت من خلالها بناء ثقة بينها وبين العملاء، حيث كانت السيارة الأكثر مبيعًا فى مصر وقت إنتاجها، وأنتجت الشركة عددا من موديلاتها مثل "نصر 128 نصر 127 تمبرا فلوريدا كما اشتهرت الشركة بسيارة نصر شاهين (SL1600) قدرة 96 حصان، نصر شاهين (S1400) قدرة 78 حصان، بالتعاون مع شركة توفاش التركية، نصر فلوريدا (1400) قدرة 71 حصان، نصر فلوريدا بالتكييف (1400) قدرة 71 حصان بالتعاون مع شركة زاستافا اليوغسلافية، كما أنتجت الشركة، الأتوبيسات، العربات اللورى، والجرارات الزراعية (رومانى 65، نصر 65، نصر 60)، واستمرت فى تصنيع جميع منتجاتها حتى عام 2000، وقتها تم تقسيم الشركة إلى شركتين، وفصل نشاط تصنيع الأتوبيس واللورى والجرار الزراعى تحت مسمى الشركة الهندسية لصناعة السيارات، فيما استمرت شركة النصر فى تصنيع سيارات الركوب حتى عام 2009.. وعاد الأمل مرة أخرى بعد توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى بدعم الصناعة الوطنية، وفى مفاجأة غير متوقعة بعد مرور 7 سنوات على قرار التصفية، قررت الجمعية العامة غير العادية لشركة "النصر لصناعة السيارات" برئاسة المهندس سيد عبد الوهاب، رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية الأسبق، فى سبتمبر 2016، وقف تصفية الشركة وهو القرار الذى استقبله عمال الشركة والخبراء والمهتمون بصناعة السيارات الوطنية بفرحة كبيرة وكثير من الأمل فى استعادة حلم إنتاج سيارة مصرية، وعادت الشركة للعمل مرة أخرى من خلال عدة محاولات البحث عن شريك أجنبى خلال الأعوام السابقة، ولكنها لم تنجح حتى توصلت للشراكة مع الشركة الصينية "دونج فينج" لتعود للدوران مرة أخرى.. وفى شهر يونيو من العام الماضى وقع مدحت نافع، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية السابق، مذكرة تفاهم مع عملاق صناعة السيارات الماليزية "شركة بيروساهان أتوموبيل الشركة المالكة للعلامة الرائدة "بروتون" بغرض إعداد دراسة جدوى متعمقة لإعادة تطوير صناعة سيارات الركوب خلال 3 سنوات القادمة من خلال شركتى النصر لصناعة السيارات "ناسكو" والهندسية لصناعة السيارات "إيامكو"، لتجميع وتوزيع حوالى 20 ألف سيارة سنويا تعمل بنظام الحرق الداخلى ICE، بالإضافة إلى تحديد فرص توريد قطع الغيار وأجزاء السيارات بهدف تعزيز نسبة المكون المحلى فى التصنيع
وبعد مرور أكثر من 60 عاما على إنشاء الشركة تم الاتفاق لتصنيع أول سيارة كهربائية فى مصر بنسبة مكون محلى 50%، ليتم طرحها للمواطنين بداية العام القادم، بعد أن وقعت وزارة قطاع الأعمال الشهر الماضى اتفاقيتين مع شركة "دونج فنج" الصينية لإعادة تأهيل مصنع شركة النصر وإنتاج نحو 25 ألف سيارة كهربائية سنويا، ليس هذا فحسب بل سيتم فتح عشرات المصانع المغذية الجديدة والمكملة لهذه الصناعة الاستراتيجية الكبرى التى تضمن قوة دفع جديدة للاقتصاد المصرى